المصالحة الفلسطينية تتعقد وتؤجل الحسم في باقي الملفات

من طرف rasmi z الثلاثاء يناير 27, 2009 2:35 pm

مصالحة كرتونية
ازدادت جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية تعقيدا بعد اعلان الجبهة الشعبية عن نهاية ولاية الرئيس محمود عباس من جانب واحد في الوقت الذي كثفت فيه مصر والأطراف الدولية دعواتها الى الفصائل الفلسطينية بما فيها الفصيلين الرئيسين فتح وحماس للحوار من أجل الإسراع بحل الملفات المعلقة، ومنها التهدئة مع اسرائيل وفتح المعابر وإعادة إعمار غزة.

وقال أمين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل الذي كان يقف إلى جانب خالد مشعل وأمين عام الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق إن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني وهو اليوم الرئيس السابق"، وتابع بالقول :"عباس أصبح اسمه الرئيس السابق لقد انتهت شرعيته ونحن نسميه الرئيس السابق و لا نعترف به رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية".

وأضاف جبريل الذي يحتفظ بحوالي خمسة آلاف مقاتل مسلحين في منطقة الناعمة اللبنانية:"عباس وجماعته اختطفوا حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذه موضوعات ستبحثها الفصائل لكن الآن هناك أولويات".

ويمكن ان يعرقل موقف الجبهة الشعبية الجهود العربية والدولية للدفع بجهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو أمر أصبح يتوقف عليه مصير بقية الملفات ومنها بالأساس ملف اعادة الاعمار والتهدئة مع اسرائيل.

ودعا وزراء اوروبيون ومصر الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس بالأساس الى تحقيق مصالحة سريعة لتسهيل اعادة اعمار غزة واطلاق عملية السلام مع اسرائيل التي تراوح مكانها منذ سنوات.

وتنوي مصر تنظيم مؤتمر للجهات المانحة على مستوى عال في نهاية شباط/فبراير لاعادة اعمار قطاع غزة المدمر بعد الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع.

من جهته، صرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلد للصحافيين "اذا لم نستطع تجاوز الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني سيكون من الصعب جدا تحقيق تقدم في موضوعي غزة وعملية السلام في الوقت نفسه". واضاف "آن الاوان ليتحدث الفلسطينيون في ما بينهم".

واكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان "اعادة توحيد الشعب الفلسطيني امر اساسي جدا" لتمكينه من التكلم "بصوت واحد".

بدوره، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن "اعتقد انه من الضروري فورا تشكيل حكومة وحدة"، مؤكدا انه من دون ذلك "لن نتمكن ابدا من تنظيم المساعدة الانسانية وفتح غزة".

وأجرى وفدان من حركتي فتح وحماس الاثنين مباحثات في القاهرة هي الأولى من نوعها منذ العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة . ووصف رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد الذي يترأس وفد فتح في مباحثات القاهرة، لقاءه مع القيادي في حركة حماس جمال أبو هاشم بـ"التشاوري".

وكان خالد مشعل قد لمح في دمشق الى وجود اتصالات مع أطراف أوروبية لكنه أحجم عن الاعلان عن تفاصيل هذه الاتصالات في هذه المرحلة مؤكدا امتناع حماس "عن اعلان موقفها من تهدئة دائمة أو مؤقتة مع اسرائيل إلا بعد انتهاء مباحثاتها القائمة حاليا مع الأخوة المصريين".

غير أن ايمن طه القيادي في حركة حماس وعضو وفدها الى محادثات القاهرة قال إن وفد الحركة أبلغ خلال المحادثات التي أجراها الأحد مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ان "اسرائيل تقترح ان تكون مدة التهدئة عاما ونصف العام قابل للتجديد وسندرس المقترح بالتفصيل ونرد على المسؤولين المصريين".

وفيما تشدد الأطراف الفلسطينية على ضرورة عدم انفراد أي فصيل بالحلول في هذا الظرف حتى لا يكون ذلك حجة للاسرائيليين للعب على الانقسام الفلسطيني فإن أجندات الفصائل نفسها لا تبدو على اتفاق فيما يتعلق بأولويات المرحلة.

ودعى الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورئيس وفدها في القاهرة نايف حواتمة الى تشكيل قيادة موحدة للشعب تعمل على معالجة آثار العدوان وإعادة الإعمار وفك الحصار وفتح المعابر.

وقال أيمن طه القيادي في حركة حماس ان حركته تفضل "الانتهاء من ملف التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر ثم الدخول في موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية".

واكد القيادي ان حركته "تعطي اولوية كبيرة لاعادة اعمار قطاع غزة ومستعدة لإبداء مرونة كاملة فيه ولكنها ترفض تسييسه او استخدامه للابتزاز".

ووصلت الى القاهرة الأحد وفود من فتح والجبهتين الديموقراطية والشعبية لتحرير فلسطين لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول الهدنة والمصالحة الوطنية الفلسطينية واعادة اعمار غزة.